برحيل السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور مساء الجمعة، تفقد سلطنة عمان باني نهضتها الحديثة، ورُبّان سياستها الخارجية، ومهندس الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي أدت إلى استقرار السلطنة طوال سني حكمه الممتد منذ يوليو 1970. وقد شق نعيه على العمانيين الذين نقلتهم قيادته إلى مرحلة التحديث، وفتح أبواب التعليم والخدمات الحكومية، وتصدير النفط. غير أن رحيله كان صادماً أيضاً لقادة وشعوب دول مجلس التعاون الخليجي الذي كان السلطان الراحل أحد مؤسسيه. فقد ظل السلطان قابوس ينتهج سياسة عدم التدخل، وعروض جهود بلاده في التوسط بين الأفرقاء الإقليميين والدوليين، ما أدى في حالات عدة إلى نزع فتيل أزمات هددت أمن المنطقة والعالم. وكانت السلطنة في عهد الراحل قابوس تنأى بنفسها عن المهاترات، وما تتقول به الصحافة الإقليمية والعالمية التي جنح بعضها لاعتبار سياسة عدم التدخل في هذه الأزمة أو تلك انحيازاً لأحد أطرافها. ولا شك في أن العمانيين سيتذكرون سلطانهم الراحل بانفتاحه على أبناء وبنات شعبه، وقراراته الصارمة بتوسيع قاعدة مشاركة المرأة، واعتماد سياسات اقتصادية متوازنة ومرنة جنّبت البلاد تأثير الأزمات الاقتصادية التي ضربت بلدان العالم خلال العقود الماضية.